هو عمرو بن عبد الله بن كعب الصائد بن شرحبيل بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن حيزون بن عوف بن همدان ، أبو ثمامة الهمداني الصائدي ، كان أبو ثمامة تابعيا ، وكان من فرسان العرب ووجوه الشيعة ، ومن أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذين شهدوا معه مشاهده ، ثم صحب الحسين ( عليه السلام ) بعده ، وبقي في الكوفة ، فلما توفي معاوية كاتب الحسين ( عليه السلام ) ، ولما جاء مسلم بن عقيل إلى الكوفة قام معه وصار يقبض الأموال من الشيعة بأمر مسلم فيشتري بها السلاح ، وكان بصيرا بذلك . ولما دخل عبيد الله الكوفة وثار الشيعة بوجهه ، وجهه مسلم فيمن وجهه ، وعقد له على ربع تميم وهمدان كما قدمناه .
فحصروا عبيد الله في قصره ، ولما تفرق عن مسلم الناس بالتخذيل اختفى أبو ثمامة فاشتد طلب ابن زياد له ، فخرج إلى الحسين ( عليه السلام ) ومعه نافع بن هلال الجملي ، فلقياه في الطريق وأتيا معه (2) .
فحصروا عبيد الله في قصره ، ولما تفرق عن مسلم الناس بالتخذيل اختفى أبو ثمامة فاشتد طلب ابن زياد له ، فخرج إلى الحسين ( عليه السلام ) ومعه نافع بن هلال الجملي ، فلقياه في الطريق وأتيا معه (2) .
قال الطبري : ولما نزل الحسين كربلاء ونزلها عمر بن سعد ، بعث إلى الحسين ( عليه السلام ) كثير بن عبد الله الشعبي - وكان فاتكا - فقال له : إذهب إلى الحسين وسله ما الذي جاء به ؟ قال : أسأله فإن شئت فتكت به ، فقال : ما أريد أن تفتك به ولكن أريد أن تسأله ، فأقبل إلى الحسين ، فلما رآه أبو ثمامة الصائدي قال للحسين ، أصلحك الله أبا عبد الله ! قد جائك شر أهل الأرض وأجرأهم على دم وأفتكهم ، ثم قام إليه وقال : ضع سيفك ، قال : لا والله ولا كرامة ، إنما أنا رسول فإن سمعتم مني أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ، وإن أبيتم انصرفت عنكم .
فقال له أبو ثمامة : فإني آخذ بقائم سيفك ، ثم تكلم بحاجتك . قال : لا والله ولا تمسه . فقال له : فأخبرني بماذا جئت ؟ وأنا أبلغه عنك ، ولا أدعك تدنو منه ، فإنك فاجر .
قال : فاستبا ، ثم رجع كثير إلى عمر فأخبره الخبر ، فأرسل قرة بن قيس التميمي الحنظلي مكانه فكلم الحسين ( عليه السلام ) (3) .
وروى أبو مخنف : أن أبا ثمامة لما رأى الشمس يوم عاشوراء زالت وأن الحرب قائمة قال للحسين ( عليه السلام ) : يا أبا عبد الله ، نفسي لنفسك الفداء ! إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تقتل حت أقتل دونك إن شاء الله ، وأحب أن ألقى الله ربي وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها : فرفع الحسين رأسه ثم قال : " ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلين الذاكرين ، نعم ، هذا أول وقتها " : ثم قال : " سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي " ، فسألوهم ، فقال الحصين بن تميم : إنها لا تقبل منكم ، فرد عليه حبيب بما ذكرناه في ترجمته (4) .
قال : ثم إن أبا ثمامة قال للحسين ، وقد صلى : يا أبا عبد الله إني قد هممت أن ألحق بأصحابي ، وكرهت أن أتخلف وأراك وحيدا من أهلك قتيلا ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : " تقدم فإنا لاحقون بك عن ساعة " ، فتقدم فقاتل حتى أثخن بالجراحات ، فقتله قيس بن عبد الله الصائدي ابن عم له ، كان له عدوا . وكان ذلك بعد قتل الحر .
-----------------------------------------
(1) عده الشيخ في أصحاب الحسين ( عليه السلام ) وقال : عمرو بن عبد الله الأنصاري يكنى أبا ثمامة . رجال الشيخ : 103 ، الرقم 101 6 .
( 2) راجع الإرشاد : 2 / 46 ، الأخبار الطوال 238 .
(3) تاريخ الطبري : 3 / 311 ، راجع الإرشاد : 2 / 85 .
(4) تاريخ الطبري : 3 / 326 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق